الحياة والإحباط.

 مسار الاحباط عقيم!

عندما ندرك أن حياتنا تسير على مسار غير سار ، قد يكون من الصعب للغاية إيجاد أي شيء إيجابي ، وتكون دائما مستقرة مع الإحباط الدائم. هذه هي حكاية عن حياتي المحبّطة وكيفية تعاملي مع ذلك.

بدأت السرد بظهور أولى علامات الإحباط في طفولتي؛ حيث كنت طفل هادئ وخجول، وكنت دائمًا أشعر بأنني تائه ومغلوب على أمري. ولم أكن أجيد التواصل مع الناس بسهولة، وكنت أعاني للتأقلم مع المجموعات الاجتماعية المختلفة.

كانت المدرسة مكانًا صعبًا بالنسبة لي؛ فرغم نجاحي الدراسي، إلا أنني كنت مستهدف للتنمر من قبل زملائي. كنت أشعر بالاكتئاب بشكل متزايد، وأشعر بعدم الرغبة في مواصلة التعلم. رغم هذه المشاعر السلبية، قررت أن أواصل التحصيل العلمي والمحاولة لتحسين حياتي. وفي مرحلة المراهقة، زاد الإحباط عندما لم أنجح في الحصول على الحب والعلاقات الطبيعية التي كان الأطفال الآخرون يجدونها بسهولة. كان لي شريك واحد فقط في تلك الفترة، لكن العلاقة لم تدم طويلًا، بسبب مجهول. تأكدت من أنني لن أستسلم وسأقدم على مواجهة مشاعري، لذا انخرطت في دورات للتنمية البشرية.

جاءت أيام الجامعة وهي فترة تعتمد على تنمية الذات والحصول على العديد من الفرص. انتهزت فرصة مقابلة الناس والتعرف عليهم من مختلف الثقافات والأجناس، واكتشفت جوانب جديدة في حياتي لم اكتشفها من قبل. ومع ذلك، كانت هناك لحظات محبطة للغاية في جميع أنحاء رحلتي الجامعية؛ تلك اللحظات الغامضة والمرهقة التي دفعتني للاستسلام لمشاكلي. توقفت عن الدراسة ودخلت إلى سوق العمل وأدركت أن الحياة المهنية ليست سهلة كما توقعت. بدأت مع الوظائف ذاتية الدخل المنخفض والضغوط العالية، ولم أجد راحتي في أي منها. كانت الأوقات خانقة للغاية وكنت أشعر بأنه لا معنى للعمل الذي كنت أقوم به، كأنني أسير في دائرة مفرغة من التوأمة والإحباط.

ومع الوقت، بدأت أدرك أن هذه التجارب أدت إلى تشكيل شخصيتي وتحديد هدفي. كتبت قائمة بأهدافي وطموحاتي الشخصية والمهنية وقررت أن أبذل قصارى جهدي لتحقيقها. ظللت استمع إلى النصائح الإيجابية والتشجيع من الآخرين وظللت أبحث عن طبيعة جديدة داخل نفسي يمكنها مواجهة الإحباط واليأس بقوة وشجاعة. بدأت في البحث عن أشياء تستحق العمل من أجلها، و انطلقت في الانخراط بأنشطة تنشط النفس وتمنحني إيمانًا بالأفضل. وهذا كان بوابتي إلى عالم جديد من العطاء والتحفيز.

فعلت كل شيء لجعل حياتي مليئة بالنجاح العاطفي والنجاح المهني، وكانت الرابطه مع عائلتي وأصدقائي داعمة جدًا لي. على مر السنين، تعلمت أن التغلب على الإحباط يتطلب الإصرار والأمل والتفاؤل وأن الكفاح والصبر مكافتهم السعادة والإحساس الطيب.

في النهاية، 

تعلمت أن حياة المحبطة التي مررت بها ليست جزءًا من الحظ العاثر أو التشاؤم، بل هي تجارب علمتني وأنا الذي منيت بها حتى أستطيع التغير والنمو. قد تظل الذاكرة سببًا في بعض الألم، ولكن "الحياة ليست تجارب بل ما نفعله بها".

يوم التأسيس السعودي

كتاب - النجراني