راضٍ بجسمي السمين.

نعم يجب علينا تقبل أجسامنا:

في العالم المعاصر الذي نعيش فيه، يكتسب موضوع الجمال وشكل الجسد أهمية واضحة، إذ تتنازع تيارات الأزياء ووسائل الإعلام لتسليم لنا مفهوم الجمال المثلى والسليم وفق معاييرهم، إلا أنه لا يتعدى مفهوم الجمال هذا عن الموجب البادئ ذي البدء. فقد حان الوقت لمواجهة هذه العقيدة وجعل النقاش عن الجسم والوزن أكثر إيجابية وبناءة. يجب وضع حدّ لضغط المجتمع نحو الجسد المثالي، وتعلم قبول أجسامنا ونكن راضيين بها. وماذا لو كنت سمين، نعم أنا راضٍ بذلك.
 
لنبدأ بأن نستعرض أسباب السمنة فعادةً ما يعتقد الناس أنني سمين بسبب الكسل وفقدان الانضباط. هذه الرؤية الضيقة للسمنة لا تتعدى التسليط على الأفراد المسؤولية الفردية فحسب دون النظر لواقع أوسع وأعمق من ذلك. إن أسباب زيادة الوزن تتنوع بين عوامل وراثية، هرمونية، وبيئية وثقافية. يكون للوراثة والهرمونات تأثير مباشر في قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية وأنماط التمثيل الغذائي، بينما يمكن أن تؤثر بعض العادات الثقافية والعادات الغذائية السيئة على فرص الشخص في التحكم في جسده ووزنه. 
 
ينظر الكثيرون إلى الذين يعانون من زيادة الوزن على أنهم أشخاص ضعفاء وغير مكتملي الأهلية للتحكم في حياتهم اليومية. نسيانهم لأنّ السحابة التوجس والمعوقات التي قد تواجه هؤلاء الأفراد فقد أثرت على بناء الأداء والنوعية. إن التأثير النفسي والتوتر يلعب دوراً حاسماً في زيادة الوزن، إذ يمكن أن يؤدي القلق والاكتئاب إلى أكل أكثر الطعام بصفة عامة والسمنة في المشاركة الشاملة. 
 
وجانب آخر يتم تجاهله بشكل كبير عند تناول السمنة هو التفضيل الشخصي. يجب على المجتمع أن يتقبل أن الجمال ليس موحدًا وأن معايير الجمال المستحيلة قد تعيق خطتنا في قبول مظهرنا والقيام بالأمور المفيدة في حياتنا. فالتنويع والقبول بأننا لا يمكن أن نكون جميعًا واحدًا مننا هو الذي يجعل وجهة ثقافتنا رائعة. لنلتزم بها وننمو بها ونتعلم قبول جسدينا وأجساد غيرنا.
 
تسعى صناعة التجميل إلى إقناع الناس الذين تعودوا على أن زيادة الوزن يعني عدم الأهلية بأنهم يجب عليهم الاستسلام للنظم الغذائية القاسية والإجراءات السريرية، وزعمت على أنهم قد يستفيدون منها. لكن، تظهر التقارير على احتمال كبير أن يتعرض هؤلاء الأشخاص ” لخطر إعادة زيادة الوزن بعد مرور فترة وجيزة بعد الإنقاص. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني كثير من الأشخاص من التخلص المفاجئ من الفعاليات الصحية النشطة حيث تم هدر المكافآت التي يتم إعطاؤها.
 
إن السبيل لجعل النقاش بشأن الجسم والوزن أكثر تفاؤلاً وبناءً هو البدء بقبول تنوع جسدينا والقبول بأننا لا يمكننا إثبات المساحات الفردية والجماعية. هذا هو الأهم مع حقنا في التأكيد على سلامتنا المادية والنفسية، وأن تكون مقاربة مألوفة وملاءمة الأكل والقيام بأنشطة بدنية. 
 
في الختام، لماذا اللحاق ومطاردة الجمال المستحيل!؟ لماذا نرفض الأشكال والأحجام المختلفة التي تجعلنا فريدين ومميزين!؟ المصداقية لجسد الإنسان يمكن أن تكون إستراتيجية ذكية تعكس وجهة نظر حضارية وتحول نحو فهم أفضل لجسد الإنسان.

يوم التأسيس السعودي

كتاب - النجراني