الأحلام!

بماذا عساي أن أحلم!

في أعمق أعماق البشر، تكمن الأحلام. فهي مظلة واحدة تُغطي جميع أنواعنا وأطيافنا.

فكل أحلامنا تنبثق من سطر واحد - هو حبنا للحرية. نحلم بالسعادة والحرية، بلحظات السلام والهناء. نتأمل في حلم واحد؛ أن نعيش على أرضنا بحرية كبيرة. 

أحلامنا هي مرايانا، يعكس الجزء الأكثر عمقا من أنفسنا، الجزء الذي نخفيه من العالم. في عالم الواقع، نطبق قواعد مرسومة مسبقًا، ولكن في عالم الأحلام، نحن أحرار. نعيش كما نختار، نعبر عما نشعر به، نصبح الشخص الذي نريد أن نكونه. 

حين أنظر إلى السماء العريضة والنجوم اللامعة، أشعر بالعجب والإعجاب. صرت أطلب من نفسي: بماذا عساي أن أحلم؟ قد يكون الأمر يتعلق بالرغبة في الطيران! يمكنني أن أحلم بأن أكون طائر، أطير بحرية في السماء الزرقاء الواسعة، أذهب إلى أي مكان أريد، أعيش حياة حرة وعفوية.

ومع كل هذا، أعلم أن الحلم بذلك يستلزم الكثير من الشجاعة. فالحياة الحرة ليست بالأمر السهل. ولكن، إذا لم أتجرأ على الحلم، فكيف يمكنني الحصول على ما أريد؟ إذا لم أحلم، فسأظل أعيش حياة عادية، وسأفتقد الخروج عن المألوف والمغامرة.

الحلم هو الطاقة التي تجعلنا نستمر. يجعلنا الحلم نرى الأمور بوضوح، يجعلنا نفهم من نحن، وما يمكننا أن نكون عليه. وهو يشعرنا بالأمل والتفاؤل، حتى وإن كانت الظروف صعبة.

وبالتالي، فإني أحاول دائمًا تذكر أن أحلم، حتى وإن كان الحلم صعبًا أو مستحيلًا. لأني على يقين بأن الحلم هو الذي يوصلنا إلى حيث نريد. وبماذا عساي أن أحلم الليلة؟ عسى أن أحلم بالسفر حول العالم، أو بأن أكون رائد فضاء، أو ربما بأن أكون طائرًا حرًا. ولن يكون لهذا الحلم أي قيود. 

[بماذا عساي أن أحلم!] فالأحلام هي من ستجعلني أحيا حياتي كما أرغب. ستجعلني أحب الناس وأراهم كما يجب أن يكونوا. وعسى أن أرى العالم بعينين مفتوحتين، وأن أشعر بالسعادة والأمل، وأن أكمل رحلتي بهذه الحياة بشجاعة وإصرار. ولهذا الليلة، أحلم بالخير والسلام، وبما هو جميل ورائع في هذه الحياة.

يوم التأسيس السعودي

كتاب - النجراني