"نهاية العالم" قديمة!

هل نعيش أخر الزمان؟

في هذه الأيام يبدو أن العالم يغرق ببطء لكن بثبات في مستنقع من العنف والفوضى والكوارث الطبيعية. تتصاعد الصراعات والحروب في كل مكان، في حين تتدهور الأوضاع المناخية والبيئية بشكل لم يسبق له مثيل. يتساءل الكثيرون عن ما إذا كانت هذه هي بداية نهاية العالم كما نعرفه هل نحن الآن نعيش في أيامنا الأخيرة على هذا الكوكب الأخضر!؟

على مر العصور،

اعتقد البشر دائمًا أن نهاية العالم ستحدث خلال حياتهم. وقد تنبأ الناس في العديد من الثقافات بأن يوم القيامة سيكون قريباً ، ولكن حتى الآن لم يأت أي من هذه التوقعات صحيحًا. وفي كل مرة يمر بالبشر وقت طويل نسبيًا من السلام والازدهار، يكاد ينسون هذا القلق المزمن بشأن نهاية العالم ويتفاجئون منه عند وصوله مجددًا!

اليوم،

نحن محاطون بأخبار مليئة بالأحداث الرهيبة والمكونات المؤلمة التي تجعلنا نتساءل عن مصيرنا وتوقعاتنا لمستقبل هذا العالم الذي يقف على حافة هاوية مظلمة من الفوضى والموت، ويشهد نزيفا لا يستطيع أن يراه أبناء الأمس ولا يجد الشفاء منه أبناء الغد، فلا سبيلا للانسان للافلات منها .

امامنا الآن تحديات،

يعتبرها الكثيرون أكثر حيثية إلى القول بقرب نهايتنا على هذه الأرض. فمن جانبِ تزايدت التوترات السياسية والعسكرية بين الدول الكبرى بصورة لا يمكننا التغاضي عنها والأمر يرتبط بالنفوذ والسيطرة على القوى الدولية. ومن جهة اخرى تتأجج النيران الملتهبة من الخلافات والطائفية والمشاكل الاقتصادية والفقر والتدهور البيئي المستشرى، فكيف يمكننا أن نستقر في كوكب تتداعى فيه المناخات والبيئات على مرأى من الجميع دون قلق أو خوف من الغد؟ إذا كان الإنسان يستنزف في كل يوم من الأيام موارد الأرض، فكيف يمكننا أن نستقر بهذا الكوكب؟

وفي ظل كثير من القضايا المعاصرة التي يتناقض فيها العلم والدين والقيم والأخلاق، يبدو أن هناك خللا في التوازن الطبيعي للأرض. حيث يشهد العالم نزاعات دينية وعرقية شرسة وكوارث طبيعية تدميرية مناخية وقرصنة إلكترونية، بحيث يفتح الإنسان أبواب أشلاء من حيث لا يدري . علينا أن نتساءل: أيعقل أن يكون كل هذا مجرد تزامن عرضي؟ أم هل أكون خائف غير واع للتهديدات المتصاعدة التي تراودني على طول وعرض هذا الكون؟

ختامًا،

مع كل هذا، يظل الأمل شعلة نسعى لإبقائها موقدة رغم الظروف العصيبة فلا يزال الإنسان يبحث عن تحسين نفسه ويتعافى من الكوارث ليتعلم منها ولا يكررها . كيف يمكننا التأكد من صحة مزاعمنا بأن نهاية العالم باتت على الأبواب؟ على الرغم من ان كل الأدلة التي تشير إلى الدمار الذي لا مفر منه، لا تزال قوة الإنسان متجددة وتحارب. وهذا ما يجعل الحكم على نهاية العالم وقتًا مبكرا للغاية. المفارقة الآن هي أن الأشياء التي يمكن أن تكون بداية انتهاء العالم هي نفسها تلك التي تجعل من البشر قوة مستعرة يدحروا بها قصة النهاية وتصبح بصيص امل يجعل البشرية تستمر في الحياة. فنحن، كبشر مكللين بعقول نابغة، سنظل نبحث عن بقاءنا وسط هذه الظروف الاسفة الهالعه. وسنمنح أنفسنا وأجيالنا القادمة فرصة أخيرة لتصويب القدر وحتى وان كلف البحث عن كوكب جديد!.

يوم التأسيس السعودي

كتاب - النجراني